تاريخ الوقائع المصرية

تاريخ الوقائع المصرية، ١٨٢٨-١٩١٤

د. رزق نوري ؛ د. أحمد كمال ؛ د. آدم مستيان

الوقائع المصرية هي واحدة من أقدم الصحف الرسمية في المنطقة العربية انظر مشروع الجرائد.

أمر محمد علي باشا بنشر الأخبار في صحيفة سميت "وقايع مصرية" باللغة العثمانية. وتم نشر العدد الأول منها بتاريخ ٢٥ جمادى الأول ١٢٤٤ هـ / ٣ ديسمبر ١٨٢٨ باللغتين العثمانية والعربية.

صدرت "وقايع مصرية" في البداية في أربع صفحات، يحتوي كل منها على عمودين، في أحدهما الموضوعات باللغة العثمانية، وفي الآخر بالعربية (انظر مثلا هذه النسخة من ١٢٤٤/١٨٢٩). وقد اهتمت الجريدة في البداية بنشر الأخبار الرسمية مع تفخيم وتعظيم أخبار كل ما يتصل بالوالي أو رجال الحكومة.وقد استمرت الوقائع تصدر باللغتين العربية والعثمانية جنبًا إلى جنب، إلا أنه في الفترة ١٢٦٣-١٢٦٥ / ١٨٤٧-١٨٤٨ تم إصدار نسختين منفصلتين من الوقائع إحداهما باللغة العربية، والثانية باللغة العثمانية. كذلك تم نشر نسخة عثمانية فقط حتى ١٢٦٧/١٨٥١، بينما لم يتم نشرها بأي لغة في الفترة بين عام ١٢٦٧/١٨٥١ وعام ١٢٨٢/١٨٦٥.

أصدر إسماعيل باشا - والي مصر العثماني الجديد من السنة ١٨٦٣/١٢٧٩ - الوقائع المصرية في ثوبها الجديد بالنسختين العثمانية والعربية، مع إضافة التقويم القبطي والتقويم الميلادي إلى التقويم الهجري، وبمسلسل جديد يبدأ من العدد (١) وذلك في تاريخ ٧ رجب ١٢٨٢هـ الموافق ١٧ هاتور ١٥٨٢ الموافق ٢٥ نوفمبر ١٨٦٥ . وعلى الرغم من أن هناك بعض الباحثين الذين اعتقدوا أن إصدار الوقائع باللغة العثمانية قد توقف عام ١٢٨٣/١٨٦٦، فالصواب هو أن النسخة العثمانية قد استمر نشرها حتى العام ١٨٨٢/١٣٠٠.

وقد تولى أحمد خيري بك كاتب الخديوي إسماعيل الإشراف على الوقائع في الستينات، وارتقى أسلوبها الإنشائي في ذلك العصر، وساهمت في الحركة الأدبية بما كانت تنشره من المقالات العلمية والأدبية، بالإضافة إلى عنايتها بأخبار الحكومة. وقد تميز الإصدار الجديد من الوقائع في عهد إسماعيل بالحرص على طبعها وتوزيعها في ميعادها، ونقل الأخبار من الصحف والتلغرافات الواردة من أوروبا ونشرها في وقتها. وكذلك نشر أخبار أفريقيا، وأخبار الحجاز واليمن ، وأخبار الهند. واضافة الي الاخبار الرسمية بدأت إدارة الجريدة في نشر بعض الأشعار فى عهد الخديو إسماعيل، والذى كانت في مجملها مدحًا في شخص الخديوي في العديد من المناسبات كيوم مولده، وارتقائه للحكم وفي الأعياد العامة والاحتفالات الرسمية.

فى عام ١٨٨٠/١٢٩٨ تولى الشيخ محمد عبده رئاسة تحرير الوقائع المصرية باللغة العربية وجاءت افتتاحيته في النسخة العربية بعنوان "دخول جريدة الوقائع المصرية فى طراز جديد". وقد تمت طباعة النسخة العربية في المطبعة الميرية (بولاق)، وأصبحت تصدر بشكل يومي فيما عدا يوم الجمعة، بينما استمر صدور النسخة العثمانية في مطبعة الجيش في القلعة اسبوعياً. وفي عهد الشيخ محمد عبده انقسمت الجريدة إلى عدة أقسام: قسم للأوامر الكريمة وقرارات مجلس النظار وخطاباته المهمة، والثاني للنظارات العليا ومنشوراتها مع تمييز كل ديوان بعنوانه الخاص؛ والقسم الثالث للمديريات والمراكز، والرابع قرارات المجالس والقومسيونات والمحاكم بأنواعها، والخامس للعلوم والآداب بأنواعها تحت عنوان "فنون متنوعة". كذلك عرفت الجريدة نظام الإعلان، وبلغت تكلفته قرشين للسطر الواحد، وذلك فى التوقيت الذي كان فيه ثمن العدد من الوقائع يبلغ قرشًا واحدًا.

عقب الاحتلال البريطاني لمصر استمر صدور الوقائع باللغة العربية (فقط) بشكل يومى ماعدا أيام الجمع والعطلات كما كان الحال عليه في عهد إدارة الشيخ محمد عبده، واستمر صدورها بهذا الشكل حتى نهاية عام ١٨٨٤. وكان اشتراكها السنوى في مصر ١٠٠ قرش وفي الأقاليم البحرية والقبلية ١٢٠ قرش، وفي السودان ١٤٠ قرش. ومع بداية عام ١٣٣٢/١٨٨٥ أصبحت تصدر أيام السبت والإثنين والأربعاء من كل أسبوع ماعدا أيام الأعياد. ومن ١٧ ربيع اول ١٣٠٢/٣ يناير ١٨٨٥ تم إستخدام نظام جديد لترقيم الوقائع، فبدلًا من منح ارقام متسلسلة للوقائع تمتد من عام لآخر، تم البدء من رقم 1 في بداية كل عام جديد مع استمرار الترقيم حتى نهاية العام، ثم يبدأ العام الجديد برقم 1 مرة أخرى. لذلك نجد أن الأعداد التي صدرت اعتبارًا من هذا التاريخ قد تضمنت عدد الوقائع وتاريخ سنة الإصدار في الجزء المخصص لمعلومات الجريدة. الصحيفة سجلت السنتين الهجرية والميلادية فقط ولم تسجل تاريخ السنة القبطية.

وكان أول الأجانب الذين تولوا الإشراف على الجريدة هو شيملي بك الذي كان مشرفًا على المطبعة والصحيفة في نهاية القرن التاسع عشر. ومنهم ايضا المستر تريلوني الذى تولى الإشراف على الصحيفة عام ١٩١١، وبقي يشغل هذا المنصب حتى عام ١٩١٧ وخلال هذه الفترة لم تكن تصدر الجريدة في عدد صفحات محدد، بل كانت تزيد او تقل على حسب المواد والنصوص والقرارات التى ستنشر بها حتى أن بعض الأعداد قد اقتربت من المائة صفحة.

مشروعنا

يهتم موقعنا هذا بنشر الأخبار التي وردت في الوقائع عن المباني والشوارع، والأحكام واللوائح والمؤسسات الحكومية ذات الصلة بالتطور العمراني لمدينة القاهرة، وكذلك ما يتعلق بالأوقاف والمباني الدينية والكوارث الطبيعية مثل الحرائق أو الزلازل. أما النسخ الكاملة وباقي الأخبار التي لم يتم تضمينها في هذا الموقع فيمكن الاطلاع عليها في دار الكتب المصرية، دار المحفوظات بالقلعة، مكتبة البرلمان المصري، مكتبة بيت الامة، مكتبة بلدية استانبول (أتاتورك كتبهانه)، والمكتبة الوطنية البريطانية، المكتبة الوطنية الفرنسية، والمجموعة الرقمية المتاحة على موقع مركز مكتبات الأبحاث.

حفظ ورقمنة الوقائع

في إطار مشروعات الحفاظ على الصحف والدوريات القديمة قامت دار الكتب في بداية التسعينات من القرن الماضي بتحويل الجريدة إلى مصغرات فيلمية (ميكروفيلم) للحفاظ عليها من التهالك، وحمايتها وإتاحتها للباحثين. وقد تم بالتعاون مع مؤسسة الأهرام تحويل أعداد السنوات من ١٨٢٨ إلى ١٨٨٢، أما أعداد السنوات التالية فقد قامت دار الكتب بتحويلها إلى ميكروفيلم. وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك بعض النسخ الأصلية المتاحة رقميًا في موقع المكتبة الوطنية الفرنسية وفي موقعنا هذا، كما توجد بعض الميكروفيلمات في موقع مركز مكتبات الأبحاث. انظر مشروع الجرائد و صفحتنا علي الانترنت.